من الامور التي تثير الصخب في راسئ هي الموسيقى و القصائد التي تترافق مع كل مشهد تصادفه عيناي
و من المثير أيضاً ان عقلي الحاذق يصنع مسرحا متكاملا بجمهوره، بإزيائه، وكذلك الستائر والإضاءة التي تتغير تباعا للمشهد الذي صوره عقلي


من خلال رؤيتي كأحد الجماهير لمسارح عقلي أدركت أمرا ليس بالمبهم
وهو ان لكل رجل هناك قصيده تداعبه ، وان لكل امراءه هناك موسيقى تراقصها.


فالرجل علي ذلك المسرح تسحره العينان و القدمان و تلك الكلمات التي تتلون بشوق دون ان يجد لغه ليستجيب لها
تراه يدور حول ذاته ، يعيش اللحظات، و يغرق ببحر المعاني ، قد تراه يقفز من مسرحه عندما تشاكسه عيناه سعيا الي لحظه سبات، يظل يقظا سعيا الي ادراك الكلمات في قصيدته، و يعيش لحظات تحت سحر ابياتها ، او ربما تظهر حوريته في نهايه ذلك المشهد وهي تداعب الموسيقي الخاصه بها. هنالك يتسمر الجمهور ، و تبدا الانفاس تصاعدا حول النصف الثاني من النص المسرحي.


في ذلك النصف الاخر ، تظهر حواء متدثره بلباس العفه والتقوي ، مخفيه تحت لباسها نيران و لظي الهوي ، تراقص الحانا مخفيه ، تداعب بعيناها خيوط النغم المتطايره من بين يديها . تراها تسحر الحضور وتفاتنهم . تجدها سبقت اخوتها الذكور علي ذات المسرح ،
تستمتع حواء بالموسيقي فقط ، ووقع الاقدام التي ترافق اللحن بشكل غاوي. تفاتن النوتات بخصلات شعرها ، و تمسك الالحان باطرافها الناعمه، تدور حول المسرح وحول ردائها لتسلب عقول الحاضرين في دوامه الدنيا.


وفجاه تتوقف كليا عن الدوران ، تسمع وقع القصيده من الطرف الاخر من المسرح، تصغي ، تترقب، و تبقي ساكنه.


تداعبها كلمات القصيده، وسحر الكلمه، وتبدا موسيقاها ترافق وقع الابيات.
قد تنحرف الحانها عن ماكانت عليه سابقا من اجل القصيده فقط
و تتوج لوحه المسرح برقصتها مع صاحب القصيده

يشتعل الجمهور حماسا ، وتتصاعد وتيره التصفيق ، قبل ان تقف تماما تحت ستائر المسرح التي تعلن ان كل شئ انتهى
هناك فقط ، تدرك ان الماره لايعنيهم العرض، بقدر ما يعنيهم ماخلف ستائرهم
فتجد النساء لازالوا يراقصون موسيقاهم
وان الرجال لازالت تداعبهم قصائدهم