تناولت السحور قبل ساعه من الان .. وبدأت الامساك لثاني يوم من ايام شهرنا الكريم
لم يكن اول يوم اعتياديا كما توقعت .. بل كان حافلا بالكثير من المشاعر وبالكثير من التساؤلات
وقد يكن ابرز تساؤل تراود الي من احاديث برزت لي من شاشات المحادثه وتكررت مرارا
هل ياترى سيكون صومي صعبا؟ شاقا ؟ منهكا اذاً؟ لماذا سيكون كذلك ؟ هل لاني بعيده عن وطني ؟ ام بعيده عن عائلتي ؟
وبالحقيقه شعرت برهبه الصيام لاول مره خوفا من الصعوبات التي سأرى
ولكن دعني اسرد اليك ماكان .. وحقيقه ما شعرت بصعوبته
لم اذهب الى الجامعه يوم الجمعه انما اردت ان اختم اخر يوم من شعبان بشكل مختلف
فقد صحوت متاخرا .. وتناولت افطاري .. ثم توجهت الى دراجتي وخرجت بنزهه قصيره بعد المطر
كانت رحله رائعه جدا ..لكن لم يكن احد يعلم بان غدا رمضان بتلك الطرقات سواي
فقد كنا جميعا نتشارك اللذه بالجو الجميل .. ولكنا نتقاسم افكاراً لم تكن متشابهه
رميت بنفسي بعد ان انهكت على الكرسي وبدات اهزه مع الهواء .. ومالبثت ان شاركتني بقيه الكراسي بالهز على نغمات الهواء البارد
بحرت بافكاري بكل الاتجاهات .. وتاملات ذوي البشره الزرقاء .. حقيقه لا اعلم سر اختلافهم .. هل لشفافيه بشراتهم سراً اخر مقابل كثافه بشرتي الصحراويه ؟ لا يهم
عدت الى المنزل وصعدت الى البلكون لاتامل بقيه السحاب .. واتامل من جديد ذرات المطر
بعد ان اخذت حماما دافئا خرجت بنزهه اخرى بصحبه اخي .. لم نقف فيها عن الحديث .. وعرفته ايضا باصدقائي الجدد من البط
عدنا الى المنزل .. وقد خرج هو بنزهه اخرى .. وظللت هنا بحمله لا اعلم ماذا اسميها .. ولكن هي استعداد لرمضان .. وقد تكن لاصرف شعوري بان اهلي يستعدون الان كما استعد
تزامن الحنين بشده مع اقتراب موعد السحور .. ولكن نعم الله التي لاتحصى بان يسخر لك قلب يرعاك وينظر اليك
ظللت مع صديق حميم الى ان تغامدني النوم .. وقد اسلمت نفسي اليه
صحوت قبل موعد السحور .. نتشارك انا واخي و نتهامس معا .. وقد اكلنا القليل وشربنا الكثير خوفا من العطش الذي تراود لنا من تلك التصورات
وقد ذهبنا بنوم عميق بعد ذلك
كان النوم متقطعا بالنسبه الي .. فاصحو تاره اشاهد فليما .. وتاره اشارك حديثا مع اخرين ... وتاره اسرح باحلامي بعيدا .. واخرى احتضن وسادتي بدون ادنى فكره يسعني وصفها هنا
قضيت وقتا طويلا على سريري.. ولكن شعوري بان المساء هنا برغم انه الصباح .. كان شعورا غريبا .. يترافق فيه قلبي معهم .. وجسدي بعيدا عنهم .. ولكني اتامل بالتجربه تجاوزا عما تصورت
حلمت طويلا بسفر الافطار التي تغيبت عنها بعض المرات في بلدي
وتمنيت لو انها قدمت الي عوضا عن تلك التي تغيبت عنها مرارا
تلك الحراره التي تتولد بعد الاذان .. والمشاركه والضجيج .. والاحاديث التي لاتنتهي لم تكن هنا ظهراً
شعرت بالبرد يكسو جسدي فتدثرت .. و لم اصحو سوى متاخرا
كان افطارنا عاديا غير لائق باول يوم برمضان .. ولكن وجود اهلي بقربي خلال ذلك الوقت جعل السفرة عامره وغامره كموائد الملوك
قضيت بقيه اليوم مع اخي .. كانت سهره رائعه وجميله .. وان كانت بصمت بلا صوت المساجد وبلا صوت التلفاز الذي يستمر الى وقت السحور
غاب الجميع مبكرا هذا المساء
فقد بدا نهاركم .. عندما بدا مسائي
قد يكن رمضان هذا فرصه لان اتعلم اكثر بغيابكم .. فقد كان الكتاب صديقا حميما لهذه الليله
No comments:
Post a Comment