جارتي السوداء

جارتي السوداء

قد كتبت فيها اسطرا معدوده .. ولم اوفيها حقا كما هي حقيقه عليه

عندما كتبت البارحه عن الصدف التي قد تقابلنا في الحياه

قد قابلتني هذا النهار

خرجت صباحا علني اتخلص من الخمول الذي تلبسني

مشيت بتثاقل بالبدايه .. ومررت بالبحيره الاولى فالثانيه الى ان وصلت الى ذلك الطريق الذي لا اعلم نهايته

ذلك الطريق ممتد الى مالا نهايه

وقد سابقني الفضول دوما لان اعرف ماورائه

وقد سعيت اليوم الى ذلك .. فاستمريت بالمشي .. ولكنه لم ينتهي .. وقد تلبسني العناد والفضول لان اعرف نهايته

خلال ذلك رائيت الكثير .. رائيت رجالا مسنين ونساء .. قد اعتدت على اوجه البعض منهم .. واظن انهم كذلك
رجل يجر عربه فيها طفلته .. واخر يسابق كلبه .. ومنهم من يشرب قهوته وهو يتارجح على ذلك الطريق

واستمريت .. بدأت اتوتر كثيرا فالطريق طويل لان اعود الى حيث اتيت ..صادفت امراه سوداء ان تمر من جواري

يبدو عليها الحزن .. تسير بدراجتها بتثاقل يخالف البقيه

لا اعلم لماذا قررت ان اتبعها .. فسرت ورائها وقد اسرعت بخطواتي

وصلت بي الى جسر طويل فوق نهر ضحل .. يخرج منه صوت ازير وصفير ورائحه الخشب المغرق بالماء تخرج منه

مشيت بوسط الغابه الى ان وصلت المراءه الى البحيره .. واخذت طريقها الى مطل صغير صنع من الخشب

يتجاوز اليابسه بقليل

ووقفت هناك وقد كتفت يداها

ادركت حينها ان لا مفر من العوده من حيث اتيت ... عندما تضيع الدرب تتراى لك الافكار المبهمه لاشخاص يهمك امرهم

لحياه تجهل تفاصيلها .. لالم الوحده و الجهل

عدت ادراجي وقد انهكني التعب .. والخوف .. وعندما وصلت الى عتبه منزلي قد شعرت بان قدماي لاتقوى الحراك

لذلك لم اذهب الى الجامعه اليوم .. واستلقيت طويلا .. لم تبارح جارتي السوداء ان تمر امامي

فقد اغرقتني الاحلام البارحه .. نقضت مضجعي مرات عده .. وقد كنت اشعر بالرعب احيانا عندما تلمس قطتي قدماي ويداي وانا نائمه

تذكرت جارتي السوداء كثيرا .. وتذكرت لؤلؤتها الصغيره

هرعت لان اسال عنها .. واتتني الفاجعه بمرضها وهربها .. لم اقف عن البكاء لما يقارب الساعتين

ولم ادرك مصدر الالم من اين اتى .. فقد شعرت بقلبي ينبض شوكا لاطرافي .. ترامت الي الذكريات

الى الايام الجميله التي قضيتها معها .. الى مجموعتنا الصغيره التي عشتها لزمن

الى تلك اللحظات الرائعه .. فقد كانت وجها اخر لي

وقد فقدت كلاهما الى الابد .. وعندما بدات صلاتي .. تذكرت ان لها ربا يرعاها فدعوت لها
وظللت ابكي صغيرتي الى ان غلني النوم .. رائيتهم كثيرا بحلمي .. وعانقتهم وقد عجزت ان اعانق اعينهم

فقد ترائت لي الصدفه بمظهر المراه السوداء .. وبان ظللت الطريق صباحا .. لا اعلم ان قلبي يدرك ماتمر به جارتي السوداء



احبك جوجو .. احبك كوكو .. فقد تركتكم فراغا كبيرا بقلبي .. بفراشي .. وحتى بانفاسي