عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا).
لم يكن هذا الحديث ذا وقع ايجابي بنفسي عندما كنت صغيرة... ولم أرَ بأن المرأة كائن يجب أن يفتخر بذاتها لأنه امرأة من ضلع أعوج. فكأنما هي مُستثناة من مجموعه تُصنف جانبا، تُوصم بأنها غير قادرة على الحياة لأنها ضلع أعوج.. نسمع عن انتهاكاتِ بحقوقهم كواجبات... وانتهاكات تحت مظلة إنهن غير قادرات على أن يكن بشراً كالآخرين.
في طُفولتي وبداية مُراهقتي.. حاولتُ جاهدةً أن أغير ذلك بقرارةٍ من نفسي.. ولربما كان ظاهراً بأني غير راضية عن ذلك الواقع بأن المرأة كائن ضعيف... وببعض تلك المراحل سعيتُ جاهدة لأن (لا أكون امرأة). أن اكتسب
كل الصفات التي تُعطيني مظهراً للقوة... وبأني قادرة على أن أكون بنفسي فقط. لم يُعطني المجتمع ببلدي انعكاساً ايجابياً لها... وكأنها شر لابد منه.
خلال دراستي الثانوية بدأت أتشرب واقعاً بأن أكون أنثى.. ولكن بصيغه ثورية على كل ما هو رجل. لم يكن الرجل بنظري سوى كائن لابد منه، عقوبة على معشر النساء.. سجّان يقودها إلى حيث يريد.
خلاف دراستي الجامعية والتي أدخلتني عالم النساء، الذي جهلت من قبل الفساتين الملونة، المساحيق، الأحاديث بلا معنى. كل شي جميل من الخارج وأيضا من الداخل، ولكن هنالك هروب ولحاق بشيء آخر.
بدأت استلطف ذلك العالم المليء بالمغريات وبالمنافسة وأيضاً بالمفاجآت، حاولت أن أصنع مفهوماً جديداً للأنثى.. أن أبحث عميقاً عن امرأة تجسد ذلك الذي أرى، ولربما تصادمتُ ببعضهن بالواقع... وأبصرتُ أخريات على ورق. بدا التغير يحدثُ ببلدي تدريجيا مما وعينا على بعضه، ومما لم ندركه بعد.. ولكنه حَدَثَ دون مُقدمات من منظورنا البسيط.
أصبح الرجل ليس مُحارباً على الجبهة الأخرى... إنما شريكاً قد يكون صالحا... أو ما دون ذلك. أصبح هناك ايجابيات في ذلك المخلوق، الذي كُنت أظنه عدواً لدوداً لجنسنا الذي حاولت أن اهرب منه.
بدأ التواصل كأنثى يأخذ مساحةً واسعةً من نفسي... برغم رتابة شي من الماضي، وأصبح دفاعي عنها شرساً أحياناً؛ ولكن لا زال هناك شيئا ما يقول بأن الأنثى ليست كاملة كي تدافع كأنثى.
وتمضي الأيام... إلى أن أدركتُ ما جعلني أفخر بذاتي، واعتنق الحديث الذي قرأته بإعجاب وإيمان شديد.
يُتَداول مُؤخراً بأن المرأة خُلقت من ضلعٍ كي تُداوي القُلوب وتحميه، كما كانت عندما وجدت بقربها إلى قلب الرجل. وبأنها تحتاج إلى الرعاية لما تمر به خلال شهرها القمري وخلال عمرها الشمسي. ولكن! استقامة ضلع لا يسعه الانحناء إلى آخر قد يمنع التواصل للأبد... لكي يكون السقف قائما، لابد أن يكون مُنتصباً إلى أقصى مدى... ولكن لابد من ضلعٍ آخر ينحني ليصل إلى ما استقام إليه.. ويكون داعماً عندما تطرأ الأزمات، وإلا لعاش ذلك الضلع دون تواصل مع آخرين لاستقامته.
فالرجل والطفل نظيرين، وإن كانا مُستقيمين... فكلاهما يحتاج إلى من يعكف عليهما ليعطيهما شيئاً من الحياة.
العاكف لابد أن يكون مُواظباً مُستمراً مُمتنعاً وأيضا مُضحياً ينسى سريعاُ، ومُتغيراً بعواطفهِ كي يتجاوز زلاّت الرجل وهفواتِ الطفل، ولكي يكون إناء واسعاً لما يطرح فيه.
فالمرأة هي العالم الذي يدور الكون حوله، فمنها تبدأ وإليها تنتهي... فكما سعى آدم ـ عليه السلام ـ إلى إيجاد حوّاء ولم تسعَ هي إليه. كانت مُهمة
وإن اختلف مُسمى النساء حول العالم... فيزالون ينحنون دوماً كي يستمعون إلى الآخرين، لكي يمتصون عوالق الأيام التي بقيت على ثياب البشر، تَهربُ منهم الكلمات عندما لا يجدن ما يبرر ماهية الأنثى لديهم. ربما غبائهم الذي غيّبهم عن عيوبِ الشياطين جعل اندفاعهم إلى كل ما هو شيِّق.. إلى كل ما يُشِعُّ بريقاً ليضيئون ويعكسون ما لم تراه الأعين الأخرى.
لحظات شفافيتهم عندما تكن الكلمة سحرهم وسعيهم في هذا العالم الكبير لكي يجدون من يرعون، من يحبون ومن يعشقون.
كي يرموا بذور أزهارٍ لا تُرى نتائجها سريعا، وإنما تظل بحاجة إليهم لتنمو وتُزهر وتُقطف بأيد أناسٍ آخرين.
يأتي رجل ويقطفها لأن خارجها كان جميلاً ومبهراً... وسرعان ما يرميها سريعا ليبحث عن ضلع آخر. فإن ذهبت تُقيمه كسرته، فلا حياة لها دونما تنحني تحت أعناق عواطفها. وإن ذهبت تُقيمه كسرته... فلن تجدَ ضِلعاً آخر يغرس قدماك حيث تكن.. فاستوصوا بالنساء خيرا.
مقالي هذا انعكاسٌ لخطايا رجالٌ نُسبت إلى نساءِ لم يكنْ لهن ذنباً سِوى أنهن نساء.
لم يكن هذا الحديث ذا وقع ايجابي بنفسي عندما كنت صغيرة... ولم أرَ بأن المرأة كائن يجب أن يفتخر بذاتها لأنه امرأة من ضلع أعوج. فكأنما هي مُستثناة من مجموعه تُصنف جانبا، تُوصم بأنها غير قادرة على الحياة لأنها ضلع أعوج.. نسمع عن انتهاكاتِ بحقوقهم كواجبات... وانتهاكات تحت مظلة إنهن غير قادرات على أن يكن بشراً كالآخرين.
في طُفولتي وبداية مُراهقتي.. حاولتُ جاهدةً أن أغير ذلك بقرارةٍ من نفسي.. ولربما كان ظاهراً بأني غير راضية عن ذلك الواقع بأن المرأة كائن ضعيف... وببعض تلك المراحل سعيتُ جاهدة لأن (لا أكون امرأة). أن اكتسب
كل الصفات التي تُعطيني مظهراً للقوة... وبأني قادرة على أن أكون بنفسي فقط. لم يُعطني المجتمع ببلدي انعكاساً ايجابياً لها... وكأنها شر لابد منه.
خلال دراستي الثانوية بدأت أتشرب واقعاً بأن أكون أنثى.. ولكن بصيغه ثورية على كل ما هو رجل. لم يكن الرجل بنظري سوى كائن لابد منه، عقوبة على معشر النساء.. سجّان يقودها إلى حيث يريد.
خلاف دراستي الجامعية والتي أدخلتني عالم النساء، الذي جهلت من قبل الفساتين الملونة، المساحيق، الأحاديث بلا معنى. كل شي جميل من الخارج وأيضا من الداخل، ولكن هنالك هروب ولحاق بشيء آخر.
بدأت استلطف ذلك العالم المليء بالمغريات وبالمنافسة وأيضاً بالمفاجآت، حاولت أن أصنع مفهوماً جديداً للأنثى.. أن أبحث عميقاً عن امرأة تجسد ذلك الذي أرى، ولربما تصادمتُ ببعضهن بالواقع... وأبصرتُ أخريات على ورق. بدا التغير يحدثُ ببلدي تدريجيا مما وعينا على بعضه، ومما لم ندركه بعد.. ولكنه حَدَثَ دون مُقدمات من منظورنا البسيط.
أصبح الرجل ليس مُحارباً على الجبهة الأخرى... إنما شريكاً قد يكون صالحا... أو ما دون ذلك. أصبح هناك ايجابيات في ذلك المخلوق، الذي كُنت أظنه عدواً لدوداً لجنسنا الذي حاولت أن اهرب منه.
بدأ التواصل كأنثى يأخذ مساحةً واسعةً من نفسي... برغم رتابة شي من الماضي، وأصبح دفاعي عنها شرساً أحياناً؛ ولكن لا زال هناك شيئا ما يقول بأن الأنثى ليست كاملة كي تدافع كأنثى.
وتمضي الأيام... إلى أن أدركتُ ما جعلني أفخر بذاتي، واعتنق الحديث الذي قرأته بإعجاب وإيمان شديد.
يُتَداول مُؤخراً بأن المرأة خُلقت من ضلعٍ كي تُداوي القُلوب وتحميه، كما كانت عندما وجدت بقربها إلى قلب الرجل. وبأنها تحتاج إلى الرعاية لما تمر به خلال شهرها القمري وخلال عمرها الشمسي. ولكن! استقامة ضلع لا يسعه الانحناء إلى آخر قد يمنع التواصل للأبد... لكي يكون السقف قائما، لابد أن يكون مُنتصباً إلى أقصى مدى... ولكن لابد من ضلعٍ آخر ينحني ليصل إلى ما استقام إليه.. ويكون داعماً عندما تطرأ الأزمات، وإلا لعاش ذلك الضلع دون تواصل مع آخرين لاستقامته.
فالرجل والطفل نظيرين، وإن كانا مُستقيمين... فكلاهما يحتاج إلى من يعكف عليهما ليعطيهما شيئاً من الحياة.
العاكف لابد أن يكون مُواظباً مُستمراً مُمتنعاً وأيضا مُضحياً ينسى سريعاُ، ومُتغيراً بعواطفهِ كي يتجاوز زلاّت الرجل وهفواتِ الطفل، ولكي يكون إناء واسعاً لما يطرح فيه.
فالمرأة هي العالم الذي يدور الكون حوله، فمنها تبدأ وإليها تنتهي... فكما سعى آدم ـ عليه السلام ـ إلى إيجاد حوّاء ولم تسعَ هي إليه. كانت مُهمة
وإن اختلف مُسمى النساء حول العالم... فيزالون ينحنون دوماً كي يستمعون إلى الآخرين، لكي يمتصون عوالق الأيام التي بقيت على ثياب البشر، تَهربُ منهم الكلمات عندما لا يجدن ما يبرر ماهية الأنثى لديهم. ربما غبائهم الذي غيّبهم عن عيوبِ الشياطين جعل اندفاعهم إلى كل ما هو شيِّق.. إلى كل ما يُشِعُّ بريقاً ليضيئون ويعكسون ما لم تراه الأعين الأخرى.
لحظات شفافيتهم عندما تكن الكلمة سحرهم وسعيهم في هذا العالم الكبير لكي يجدون من يرعون، من يحبون ومن يعشقون.
كي يرموا بذور أزهارٍ لا تُرى نتائجها سريعا، وإنما تظل بحاجة إليهم لتنمو وتُزهر وتُقطف بأيد أناسٍ آخرين.
يأتي رجل ويقطفها لأن خارجها كان جميلاً ومبهراً... وسرعان ما يرميها سريعا ليبحث عن ضلع آخر. فإن ذهبت تُقيمه كسرته، فلا حياة لها دونما تنحني تحت أعناق عواطفها. وإن ذهبت تُقيمه كسرته... فلن تجدَ ضِلعاً آخر يغرس قدماك حيث تكن.. فاستوصوا بالنساء خيرا.
مقالي هذا انعكاسٌ لخطايا رجالٌ نُسبت إلى نساءِ لم يكنْ لهن ذنباً سِوى أنهن نساء.
No comments:
Post a Comment