Wednesday, February 10, 2010

فاطمه

فاطمه ... فصل من فصول زهرتي
ربما لا اسرده كثيرا ... ولكنه كان معلقا بقلبي جدا ... فاطمه كانت معي دوما
بمشاكلي الصغيره عندما تهرب قطتي ... وبهمومي التي لاتذكر عندما اتصارع مع والدي على حريتي بان اخرج خارجا دونا ان ادرك باني اصبحت امراه ... ومع والدتي عندما اسرق شيئا ضنا بان الجميع يتشارك الارض معا... وبعالمي الوردي الوهمي مع خليه النحل ... والعصافير المهاجره .. والقطط الضائعه التي احفظ لها الطعام كي لاتموت جوعا
كانت فاطمه تعطيني دوما الامل ... تضحك ملأ فمها عندما اطلق احدى افكاري البريئه ونظرياتي حول الحياه ... ونضحك معا .. اضحك معها حرجا مما قلت ... وتدرك ذلك سريعا فاطمه ... وتعود لتسالني ان اكمل الحديث .... لارد عليها (( كلام الشيوخ ماينعاد ))
في كل يوم في فصل الدراسه تلتقط فاطمه خربشاتي ... وتجمع رسوماتي جميعا لتحفظها في ملف كما تحفظني
وتعيدها الي ملونه بالوان الطيف ... كانت الوانها دوما مشرقه
كنت اتامل فاطمه كثيرا ... الفتاه التي نضجت سريعا ... ولم اكن اعرف كيف ينضج الاخرون .. الفتاه التي تحمل جنون امراه
عندما تشتكي الي فاطمه لم اكن افهمها ... كانت لغه الكبار صعبه علي جدا
كنت لا افهم الاحباط ... ولا الاكتئاب .. ولا الحب ... ولا الفراق ... ولا المسؤوليه
انما كنت اغلق الهاتف من فاطمه .. لاسابق الريح صعودا على شجره
واقضي وقتا مبهما هناك
اتامل بالطير واحلم ان اكون مثله يوما ما ... ان اكون حرا من كل شي ... واساعد فاطمه ... ولا حضر لها ماتتمناه
كانت مشاكل فاطمه هي اكبر هموم العالم بالنسبه الي .... وكنت اتألم عندما ارى ابتسامتها تغيب ... ولهفتها لان تجمع رسوماتي ... فهمتني فاطمه قبل الجميع
كانت دوما تقول (( وان رسمتي خطا يصبح فنا ))
وقد سمح لي ان زرت فاطمه ببيتها الصغير ... كنت كأليس في بلاد العجائب ... لم اسرد بان فاطمه كانت صغيره الحجم في كل شي
بينما كان حجمي يكبر عقلي بمراحل .... كان سريرها لدميه ... و خزانتها بحجمي كاملا ... ومكتبها لم استطع ان اجلس عليه
كانت تقيم معرضا من رسوماتي بغرفتها .... لم اكن اعرف الدموع ... حلوه او مره
انما كنت اعرف كيف اقفز عاليا عندما افرح ... ان اطلق سراح يدي لان تتعلق بكل شي ... لان اشكرك وانا اضحك عاليا
غابت عني فاطمه منذ زمن طويل
وقد تركت في الما ... خوفا من النساء عندما يتزوجن ... بان يتركن صديقاتهن لاجل مسؤولية اكبر
بدات ضحكتي تدنوا من صوتها ... تاخذ حيزا ضيقا عن ذي قبل
جعلني اكرر الخوف ذاته عندما يبحرن صديقاتي واقربائي مع رجال لا اعرفهم ... ويذهبون بعيدا معهم الى شواطئ خاصه بهم
الان يافاطمه ... ربما لااعلم اين انتي ... وبماذا تفكرين ... وبكم طفل تحلمين كل ليله
وربما لازلت تضحكين عندما كنت اردد بجنون (( لن اتزوج ابدا رجلا ... فانا لا احتاج ايا منهم ))
ولكن فاطمه ... تغير كل شي ... تغير عالمي الصغير .. تغيرت ضحكتي العاليه ... وتغير مزاجي السعيد
اصبحت امراه بجنون ... تضحك صباحا وتبكي مسائا ... ترمي بلومها على الاخرين ... لاتدرك مصدر الالم عندما ترى طفلا دون ان تحضنه .... لاتعلم مصدر الوحده التي يتلبسها عندما ترى زوجين معا ... لا تستطيع ان تمسك دموعها عندما تجرح .... ولا ان تكون بقوه الكبار عندما تكتئب ... ويصبها العجز عندما تكون المسؤوليه فوق احتمالها ... تشتاق الى الدلال الذي اخذ منها ... تحن دوما الى السعاده عندما لاتجدها ... يصيبها الهوس عندما ترى جسدها ببدايه هرمه .... تمشي بعيدا عن الشمس كي تبقى جميله .... تطرد الطيور والقطط كي لا تتلطخ يداها ... يصيبها الارتباك عندما ترى من يتاملها خوفا من ان يكن هناك شي غير صحيح بتلك اللحظه
تمسك الصحون مسائا ... والمكنسه عصرا ... و يصعقها كهرباء عقلها حينما ترهقه لاجل ان تنجح بما حلمت
تغيرت احلامي كثيرا ... اصبحت صعبه جدا ... توازي الحلم بجناحين ... وبطعام القطط عندما ترفض امي
اصابني جنون العاقل عندما ارى غير الحق .... وايضا عندما يخالفني العاقلون والمجانين
اصبحت اخاف مثلك فاطمه ... من الماضي ... من الحاضر ... من المستقبل
قد رفعت ردائي معك فاطمه كي امشي حذرا .... كي لاتتلطخ قدامي ... كي اجعل عالمي كبيرا كالاخرين
لاوصد ابوابي امام المتطفلين
ربما اكن يافاطمه اخذت قرارات ليست صحيحه ... ربما ابحرت عاليا فوق ماحلمت
لم اعد سعيده كما كنت دوما عزيزتي ... فقد اصبحت احد البشر على وجه الارض
ولربما عندما اصادفك في الطريق ... ستجهليني ... ولن تعرفي تلك الأمراه ... فقد عرفتيني زهره لم تنضج ... وربما تقابليني زهره تفتحت كثيرا
تلك الزهره اصبح الجميع يريد عبيرها .. ولكنهم يرفعونا ايديهم عاليا وقد يسقطونها عندما ينبت بها شوكا
عندما تتغير رائحتها مع الايام ... فقد افتقدت من يسمع شكواي دوما فاطمه
من يواسيني عندما اكن بحاجه الى دفء يحضن عقلي المجنون ... اصبح العالم مزحوما بحيث لم اجد محلا لان ارمي ثقلي اليه ... وانما اجبرت ان احمله على ظهري عزيزتي
لم يعد هناك فاطمه
ولكني اشتقت اليك كثيرا ... حفظك الله باي ارض تكونين ... و باي حلم تعيشين ... وجعل طريقك دوما زاهرا كما كنت تتكلمين

MOUNTAIN OF WOMEN - DAN GIBSON


No comments:

Post a Comment